الكتاب المبين


 

دواؤك فيك وما تشعر

وداؤك منك وما تبصر

وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر

وانت الكتاب المبين الذي بأحرفه يظهر المضمر

علي بن ابي طالب عليه السلام

 

في تاريخنا العربي ثمة طرق متعددة لانتهاج الحكمة الناهضة من تجارب الحياة، حكمة نيرة، متقدة بالمعارف المتعالية من مقامات الوصول، رؤى نقية تضئ الروح.

حكمة محفورة بحروف من نور تشكل سيرة الوعي المتعمق في تعاليم الحياة.

 

دواؤك فيك وما تشعر، حقيقة اكدتها كل العلوم الانسانية والتعاليم الروحانية، من خلال استلهام قدرة الجسد الانساني وخفاياه على العلاج الذاتي، علم العلاج بالطاقة أحد هذه العلوم ويسمى الريكي ، هو علم ياباني قديم من اصول صينية، ما يقارب 4000 عام ويستند على اكتشاف يتعلق برفع طاقة الجسد من خلال موازنة لمراكز الطاقة فيه، بحيث يتم  تنشيط جهاز المناعة في داخل الجسم وموازنة الطاقة الداخلية وتفعيل مراكز الطاقة ليحدث الاستشفاء الذاتي، ويتم التخلص من كافة الامراض الناتجة من انخفاض طاقة الجسم، علم الاستشفاء الذاتي- الريكي-  كان منتشرا  لدى الفراعنة والهنود الحمر وقبائل المايا وغيرها من القبائل، وايضا لدى العربية وكان يسمى علم اللمسة الشفائية،  وهناك العديد من النصوص والاحاديث تؤكد وجود هذا العلم، كغيره من العلوم التي كنا نتباهى بها كالفلك والطب والفلسفة والرياضيات والكيمياء والبلاغة والفنون بشتى تجلياتها، وضاع منا مع غيره من العلوم عندما بددنا  النعم والمعارف واتقنا لغة العنف والحروب والنزاعات والصراعات والطوائف بشتى صروفها .. من اجل الغنائم والعطايا ودوام السيادة والتسلط.

 

ثمة شعوب قدرت هذه  العلوم والحكمة وكافة المعارف التي تركتها اسلافها، لذا عملت على اعادة اكتشافها من أجل ان يستفيد منها الاحفاد وليزدان المستقبل بها، علم العلاج بالطاقة أو الاستشفاء الذاتي تم اعادة اكتشافه وتقديمة للعالم على يد البروفسور د. ميكاو يوسوي-1865- 1926 الذي امضى سنوات طويلة من عمره في تعلم اللغات القديمة ومنها اللغة السنسكريتية، بدأ رحلة عميقة في دراسة الطب الهندي القديم وكافة علوم الاستشفاء القديمة ليعيد اكتشاف علم الريكي، كلمة ريكي تتكون من كلمتين “ري” وهي الطاقة الكونية المنبثة في الكون و”كي” الطاقة الحيوية في اجسادنا، الريكي هو اتحاد الطاقة الكونية التي نتنفسها كل لحظة مع الطاقة الحيوية التي في اجسادنا وتتدفق من ايدينا، وهذا يحدث لكل كائن حي في هذا الكون، كلنا نملك طاقة شفاء في ايدينا، وهذا ما يفسر وضع اليد على مكان الألم،  الاكتشاف الياباني يتجلى في قدرة الماستر او المعلم على رفع هذه الطاقة الى المستوى الأول ثم الثاني وهكذا حتى الماستر، عندما يتم رفع الطاقة  من خلال موازنة مراكز الطاقة في الجسم تتدفق طاقة الريكي في ايدي المعالج ويستطيع علاج نفسه وعلاج الآخرين، بدأ علم الريكي في الانتشار في العالم من القرن التاسع عشر حتى الآن، وبدأ العمل به في اغلب المستشفيات والمراكز التعليمية والصحية الاوروبية والامريكية.

 

المرء عدو ما يجهل.

هذه الحقيقة هي التي تسند قوى الجهل عندما تستشري، عداوة بالمطلق لعلم لم نتعلمه ولم نصغي لمن درسه ومارسه وتحقق من قدرته على الشفاء ثمة خوف داخلي يتناهض في أعماقنا أمام كل شيء جديد يشي بالتغيير الحقيقي، لأننا نخاف التغيير، نبدأ في الرفض المباشر دون أدنى حوار، وربما تقودنا السخرية ايضا الى المزيد من القهقهات الفارغة من معنى الحياة. لذا تأتي الحكمة وتقول لنا: داوؤك فيك وما تبصر.
البصيرة هي العين الثالثة، الناصية، مركز من جهاز الطاقة في اجسامنا يقع في منتصف الجبين بين العينين ويتصل بالغدة النخامية في اعماق الدماغ، مركز يبث الوعي النقي، وامكانيات الحدس والتخاطر ومهارات عديدة لا تحصى، وكذلك يمد النصف الايمن والايسر من الدماغ بالطاقة، ومنطقة العينين ايضاً، العين الثالثة هي المسؤولة عن الاحلام والرؤى والوعي الحقيقي:

تزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر وانت الكتاب المبين الذي بأحرفه يظهر المضمر.