05/03/2005 علي الستراوي
أدرنا الهواء فيما بيننا ثم ابتعدنا، لنداري ما استحل وأردانا كنعشين يعتصمان ببردِ الوحشة ضد بدء خنق استوي لهذا التراب: مشيئةُ الدربِ الأعزل، جريرة الأزلِ الأعمى، غاوٍ تفانينَ العذاب لماذا كلما رآنا نستهل لروعٍ يجابهُ أرواحنا، راح يسترد هلعةَ الشغاف. هكذا جاء اصدار الشاعرة البحرينية فوزية السندي، ديوانها الأخير، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ضمن الكتاب المشترك بين ادارة الثقافة والفنون والناشر. 2005م بهذا البوح المتشظي بالمعني والقلق ، فتحت فوزية ديوانها بقصيدة ” قسوة السواهي ” الذي شكلت فيه جمرة الروح ، وابعاد اللغة في الظل ، انتحت لها مكاناً ، دعت اليه الاحبة والصحاب في نهار لا يعرف الهدأة ، ولاتصمت علي شرفاته الاشياء ، خرجت فوزية لتقول إن النهار بما يحمله من مشاعل يظل واقفاً عبر افق الرؤية في سكينة طبعت اسم الديوان بها ” رهينة الألم ” الباعث علي لحظة الفرح المتجوسق في علاقات امرأة رأت في ظلها كل الاشياء ، فأحبتها وكونت لها شواهد الروح ، فهي هنا تعالج المعني وتستعجل الشمس في صباحاتها ، هي وكل الدروب ، ومساءات الفضة حين تحدثنا عنها زهرات الروح هي اول البدء لكل نهار لا يهدأ ، رأيت عبر مجاميعها بالأمس ما لامس حلم الروح وأري في جديدها مشوار امرأة تكمل المعني بالفعل ، فتنجز التجربة وتحاكي الانسان بالوله وبالحكايات التي تزيدها انتماءً للتربة والعنفوان. في مجموعة فوزية السندي شيء لن ابوح به مالم يتحرك القارئ ويبحث في المكتبات عن جديدها المسمى ” رهينة الألم ” المجموعة الشعرية التي وصلتني بإهدائها وبفعل القائم بوكالة ادارة الثقافة والتراث عبد القادر عقيل، ما عزز روح التواصل بيننا، الذي أعجز ان أقدم الشكر نحو هذا الفعل، لكنه الفعل الذي لم يغب على الغيورين على الثقافة. جميل فوزية يطرح انشغالاته ويثير القلق الحنون، في ظل نص يفضح المعني ويسجل ما لخطوات الركب من طريق. |