وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء في روما
أرجو أن تجيبينني على الأسئلة التالية سريعا حتى نستكمل الترجمة إلى الإيطالية والإنجليزية قبل بداية المهرجان
– اهم الدلالات التي يعمل المهرجان على تعزيزها هي وحدة المشهد الابداعي الانساني بكل تنويعاته واشكاله التعبيرية، خلق فضاءات للتفاعل بين الفنون والحد من المسافات التي تعزلها قسريا، تعميق الحوار الفاعل بين الحضارات المختلفة على الصعيد الثقافي والابداعي واثارة الأسئلة الوجودية، ان استضافة مدينة “روما” لهذا المهرجان يعيد للأذهان ما يحتدم في هذه العاصمة الثقافية بماضيها وحاضرها من اعتمال ابداعي في شتى المناشط الفكرية والثقافية والابداعية، نراه جلياً في حضور الماضي بجمالياته الفنية والمعمارية مع منجزات الحاضر ضمن لوحة تشكيلية بارعة ونابضة بالأمل.
2- هل يساعد الأدب عموما والشعر خصوصا في التقريب بين الشعوب المختلفة؟
– منذ بدء التاريخ الانساني، منذ ظلمة الكهوف منذ إنسان الكهف الأول الذي بدأ الحفر على الصخر ليبلغ العالم مدى وحشته، ليحتمل الحياة، كان الانسان يحاول ان يفهم ذاته عبر الفن وذلك ليحاور الآخر عن سر غموض الكون، كل الاشكال الفنية هي محاولة لسبر الروح و خلق لغة أخرى للبوح، كل الشعوب تصون أدواتها التعبيرية ومنجزاتها الابداعية من اجل تعريف الآخر عليها والتواصل الانساني معه، عندما تتقارب القلوب بالمحبة غير المشروطة التي يثيرها الابداع تتقارب الشعوب، أثق تماماً بتلك القدرة السحرية التي يمتلكها الفن للدفاع عن وحدة الوجود على هذا الكوكب… لكن من يصغي له؟
3- ما هي الوسائل المطلوبة لتحسين صورة العربي لدى المواطنين الغربيين؟
– على العربي ان يبدأ في تحسين صورته والانسجام والتصالح مع ذاته أولاً، قبل أن يطلب من الآخر ذلك، مشكلتنا الأساسية تكمن في غياب الحرية ومفهوم المواطنة والحريات العامة، الشعوب العربية تعرضت لقرون من ظلم المستعمر الذي صادر حرياتها، وأعقبته أنظمة توليتارية وفردية مستبدة، صادرت بدورها الحقوق والحريات الانسانية، أن أنظمة القمع والاستبداد تؤسس لقيام منظومة العنف دوماً، لكونها تعمل على خلق عقول غير مستقلة، مكبوتة، وسهلة الانقياد والتجييش العاطفي وراء زعامات انتهازية ترفع الشعارات الواهمة عبر العنف وحده، رغم تاريخنا الحضاري المكتنز بالمنجزات الابداعية والفلسفية والفكرية، الا أن راهننا يتعرض للتدمير المستمر بفعل القمع وسيادة التسلط، للنهوض من هذا الاستلاب لا بد من الحرية اولاً وأخيراً.
بالإضافة لما سبق، على الثقافة العربية ان تتصل بالثقافة الغربية عبر الترجمة لإبداعاتها، لتعريف الآخر على منجزاتها الراهنة، للأسف يتم في الغرب تعميم بعض الظاهرات العنيفة والإرهابية على عموم المشهد العربي، دون التمييز بين واقع مستلب ومقهور، وبين ظاهرات ابداعية تقاوم من اجل الحرية، من خلق مشروعها الثقافي والابداعي، مثلاً على صعيد واقع المرأة العربية، بالرغم من الكبت والمعاناة التي ترزح من خلالها بمصادرة حقوقها عبر تسيد التابو المجتمعي، الا أن هنالك حركة نسائية، ونماذج مبدعة، مشرفة تمكنت من المقاومة والدفاع عن قضاياها وحقوقها وتدشين مشروعها التحرري، كما يلعب الاعلام الغربي دراً غير محايد يسعى دوماً لتشويه صورة العربي وإحلال الصورة النمطية للأرهابي الذي يحمل البارود والمرأة الجارية التى تمشى خلفة مغمورة بالسواد، هذا المنطق الاعلامي المتحيز يسهم بشكل كبير في تشويه حضارة عربية تمتلك العديد من الشرفات الابداعية المشرفة.
4- كيف يمكن تجنب ما سمي بـ صدام الحضارات؟
– من الصعب الاجابة باختصار على اشكالية حضارية معقدة كمفهوم صدام الحضارات الذي ينبني على العديد من المحاور المتداخلة اقتصادياً واجتماعيا وسياسيا وثقافيا ضمن مفهومات عنيفة ومتسلطة تتسيد العالم الآن، لا توجد طريق سالكة لمداولة مشكلاتنا بشكل عمقي غير ضمان آليات الحوار المستندة على قبول الآخر المختلف، واحترام حقه وحريته في التعبير، وهذا ما ينبغي له ان يسود، هذا ما تعلمنا إياه الحياة كل يوم وهي تنهض بعناصر الطبيعة المختلفة والمتجاورة والمتناغمة بحرية ومحبة.
-5 كيف يمكن تنشيط ترجمة الأدب العربي إلى الإيطالية وبقية اللغات الأوروبية؟