اتسعت حدقتي الصغيرتين
أمام ورقة تحلق عالياً في سماء زرقاء
مشدودة بخيط أبيض لأصابع طفل يجاري الرياح
طائرة ورقية
هكذا أسموها مسرعين للهو أذهلني
كل الوقت مضى حتى أمسكتها بيدي
ورحت أرفعها عاليا
قبل أن أشد خيطها وأطلق سراحها للبعيد
بغتة، تهاوت أمام هواء بخيل أحرجني
هرولت وهي تتلوى ورائي
وتسحج التراب كأفعى مشلولة
لم ينفذ صبري
بدلت نواياي
وقررت متابعة غيري
وهو يحدق بنهايات غير مترائية يصوب لها طائرته
رسوبي كان شنيعاً حد البكاء الكتوم
في المساء الحزين
جاورت السرير
ولم أنم
انتويت الكتابة على ذات الورق الأبيض
بلا خيط أو ذيل
صوبت ورقي نحو عراقة مخيلتي الطفلة
فبدا البياض ينتفض على وقع رفيف أجنحه خفية
هبت سراعاً
لنطفو معاً
عالياً
ونحدق
في فضاء خال من طائرات ورقية مشدودة الى الأرض
فضاء مترع بنبضات ورقية مشدودة لقلب طفلة تلهو
كنت منهم