الريكي علم من علوم الاستشفاء الذاتي


الكاتبة: عذراء عيدان

دولة الكويت

1-ما المقصود بالريكي جين كي دو؟ ولم الاختلاف في اسماء ومدارس الريكي؟ بل وانواعه

الريكي علم ياباني قديم عمره أربعة آلاف عام يستخدم الطاقة لشفاء الجسد والنفس والعقل عبر تنشيط مراكز الطاقة ومن ثم تنشيط جهاز المناعة ليتحقق الاستشفاء الذاتي ويبدأ الجسد بمعالجة نفسه من خلال الطاقة، الريكي يشبه العلاج بالأبر الصينية دون استخدام الأبر بل بوضع اليد والضغط على بعض المراكز، هذا العلاج كان متداولا لدى العديد من الشعوب، بعضها حافظ عليه، في حين ألتهت الأمم الأخرى بالخلافات والحروب، الريكي كغيره من العلوم جاءتنا من حضارات أخرى.

الريكي Reiki I هو علم الطاقة الكونية، الطاقة هي المجال الذي يحيط بنا ويبدأ من أصغر شيء هو الذرة. اننا نحيا في حقل من الطاقة، هناك طاقة حرارية وحركية وصوتية وكهربائية وغيرها، تختلف حسب كثافة المادة ونوعية ذبذباتها. كل تلك الطاقات المختلفة تؤثر وتتأثر بالمحيط الخارجي.

الريكي هو العلاج بالطاقة الكونية، كلمة جن تعني الرحمة أو المحبة وكي الحكمة ودو الطريق، طريق المحبة والحكمة، وهو نوع من انواع العلاج بالطاقة، كلمة ريكي مكونه من كلمتين الأولى “ري” وتعني الطاقة الكونية الشفائية التي يبثها الله سبحانه وتعالى في الكون كل فجر وهي طاقة النور لشفاء كل كائناته ومخلوقاته في الكون، وكلمة “كي” تعني الطاقة الحيوية في اجسادنا الناتجة عن تفاعل طاقة الغذاء والهواء، كل الكائنات تتنفس طاقة الري أي الطاقة الكونية والتي تندمج بالطاقة الحيوية الكي وتتدفق في اجسادنا كطاقة شافية متكاملة وتسمى ريكي، وتندفع من مراكز الطاقة في ايدينا لغاية الاستشفاء الذاتي.

لقد تم أعادة اكتشاف الريقي بعد الحرب العالمية الثانية البروفسور الياباني د. ميكاو يوسوي، هو وسيلة سهلة وفعالة للعـلاج والشفاء عن طريق التوافق الداخلي ويمكن اختبارها بجلسات علاجية، أو تعلمها عن طريق دورات جماعية، تأملات الريقي تحسن أسباب الصحة والراحة وتقوي القدرة على التخلص من الأسباب الكامنة للألم والمعاناة والمرض.

مع تأملات الريكي تتدفق طاقة عبر اليدين لتحقق التوازن على كافة المستوى الجسدي والعقلي والروحي، تتم معالجة المشاكل الصحية بصورة طبيعية، وهو يعمل على التغلب على الخوف والتفكير الايجابي في المواقف الصعبة مما يحسن القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، الريكي يعزز القدرة على تبادل المحبة غير المشروطة ويقوي النمو الروحي.

للريكي مدارس مختلفة وكل مدرسه لها تأملاتها المختلفة الناتجة عن التطور الحاصل في هذا العلم والاضافات التي اضافها كل معلم على حده لتطوير العلاج بالطاقة.

2- وكيف تتناغم طاقة الحيوية مع الطاقة الكونية؟

يحدث التناغم او الاندماج بين الطاقة الحيوية في اجسادنا والطاقة الكونية بشكل تلقائي لتحقيق التوازن الداخلي للطاقة في اجسادنا

3- هل كل انسان يستطيع ان يمارس الريكي او يخضع للشفاء بالطاقة الكونية؟

طبعا، كل انسان يستطيع الاستفادة من علاج الريكي او ممارسته بعد التدريب على يد معلم(ماستر) مؤهل من خلال دورة تدريبية.

4- وهل تبحثون عن اصول الامراض ام تعالجون المرض بحد ذاته دون الالتفات الى اسبابه؟

– العلاج بالطاقة (الريكي) علاج متاح للجميع من أجل الاستفادة منه وتعلمه لعلاج الذات والآخرين وذلك من خلال دورة تدريبية للمستوى الأول يتم من خلالها عمل دوزنة لمراكز الطاقة في جسم المتدرب بواسطة معلم (ماستر) مؤهل، عملية الدوزنة هذه تعتمد على ضبط مراكز الطاقة لاستقبال وتدفق الطاقة الشفائية عبر مساراتها في جهاز الطاقة، وبعد ذلك يتم التدريب على طريقة معالجة الذات والآخرين بالإضافة لتعلم تأملات أخرى.

كما أشرت سابقاً العلاج يتم من خلال تدفق الطاقة الكونية الموجودة في كل مكان من حولنا عبر مراكز الطاقة ثم مسارات الطاقة في جسد المعالج، ومن ثم انتقالها الى جسد المريض عبر الضغط أو وضع اليد على نقاط محددة تشبه الى حد كبير نقاط العلاج بالأبر الصينية، مما يعمل على تدفق الطاقة وتنشيط مراكزها ومساراتها في جسد المريض وتقوية جهاز المناعة الذي يبدأ في علاج أسباب المرض الجذرية وشفاء المريض من الأعراض الناتجة عنه.

5- ما الامراض التي يعالجها الريكي؟

-العلاج بالريكي يعتمد على تنشيط مراكز الطاقة وجهاز المناعة وكافة الاجهزة الحيوية وبالتالي يحدث الاستشفاء الذاتي، لذلك يعالج كافة الامراض.

المعالج يبدأ في تطبيق طريقة العلاج التي تحفز مراكز الطاقة والجسم هو الذي يعالج المرض، والاستشفاء الذاتي عبر معالجة الخلل الحادث في طاقة الجسم، وهنا يتم علاج الاسباب الجذرية للمرض.

6- من خلال خبرتكم كيف تتعرفون الى مكامن الضعف في المتعالج لديكم؟ وكيف تساعدونه؟ اتكفي اللمسة الشافية في العلاج ام هناك نصائح تقدمونها؟

العلاج عبارة عن ثلاث جلسات خلال ثلاثة ايام متتالية، كل جلسة ساعة، ومن خلال العلاج يتم التعرف على مواطن الضعف او انخفاض الطاقة في هالة المريض أو جسده، ولا نقدم نصائح للمريض لكون الجلسة عملية وليست استشارية.

7- ان نقص الطاقة في جاكرا معينة هي التي تسبب المرض، فهل ترون ان الانسان بجهله لحقيقة تكوينه او نفسه الداخلية ادى الى ذلك؟ وكيف؟

الجهل بشكل عام عبارة عن طاقة سلبية تحجب الوعي، الريكي يعمل على زيادة الوعي تجاه تعميق حقيقة وجودنا في هذه الحياة. المرض يكمن في انخفاض الطاقة في المراكز المختلفة ولذلك اسباب عديدة.

8- كيف يخلق الوعي للذات الاتزان الداخلي للنفس البشرية؟

كيف يخلق النور طريق الحياة الواعية للبشر؟ وما الوسائل التي يمكن استخدامها؟

الريقي من الرياضات التأملية التي تعمل على خلق التوازن بين الجسد والعقل والروح من أجل تحقيق تكامل الفرد مع ذاته وتحقيق هدفه المنشود نحو الصحة والتحقق الروحي، الاختلاف يكمن في كونهما طريقتين مختلفتين في طبيعة التأملات المستخدمة والممارسة العلاجية، اليوجا تعتمد على القيام بتمارين محددة، والريكي عبر القيام بجلسات التأمل والجلسات العلاجية للذات وللآخرين.

9- كيف يمكن للمتدربين استخدام قانون الكارما الى صالحهم؟

قانون الكارما هو قانون العدالة الكونية، لكل فعل نتيجة، وفي ثقافتنا الاسلامية: من عمل مثقال ذرة خيرا يره ومن عمل مثقال ذرة شرا يره” وببساطة علينا ان نختار افكارنا لتكون خيره وايجابية لأنها ستتحول الى اقوال ومن ثم افعال وستحدد مصيرنا في هذه الحياة، وعلينا ان نتحمل فيما بعد نتاج هذه الافكار والاقوال والافعال والنوايا ايضا.

10-توجهين الناس وتعالجينهم بالريكي فهل بالفعل استطعت تغيير حياة ناس واخذت بيدهم نحو طريق الامان والرقي؟

الناس هم من يقومون بتغيير حياتهم بإرادتهم، لا يمكن لأحد أن يغير حياة أحد الا برغبته وقناعته بدوره في تغيرها، دورنا في عملية التدريب عبر الدورات او جلسات العلاج هي مساهمة بسيطة من اجل المساعدة المبدئية فقط.

11-يتردد كثير من الناس في مسألة دراسة الريكي والخضوع لجلسات علاجية، فهل حقا يمانع الدين من ممارسة الريكي؟

الريكي علم من علوم الاستشفاء الذاتي، ولا يتعارض مع الاديان بل يؤكد على كل القيم التي نادت بها الاديان والشرائع، من خلال تأكيده على اهمية العمل الصالح ومراقبة العقل والمشاعر والابتعاد عن كل الطاقات السلبية التي تكدر الجسد وتسبب الامراض المختلفة.

12-هل الريكي منتشر في الكثير من دول العالم أم أن بعض الدول تحظر اللجوء إليه؟

– العلاج بالريكي منتشر في أغلب دول العالم، ولقد لعب دوراً كبيراً في اليابان أبان الحرب العالمية الثانية لعلاج ضحايا قنبلة هيروشيما، ولقد بدأت العديد من المستشفيات الأمريكية والأوروبية أدخال العلاج بالريكي لفاعلية هذا الاستشفاء من الأمراض مثل النظام الوطني للخدمات الصحية في بريطانيا:

National Health Service NHS

وكذلك (Medicare) وهي شركة تأمين حكومية في الولايات المتحدة الأمريكية تدفع تأمين صحي لعلاج الريكي للمواطنين، يكفينا إلقاء نظرة على علاج الريكي عبر الأنترنت لنتأكد من مدى الحجم الفعلي لتداول الريكي في المنظمات الصحية الحكومية والخاصة في العالم، ولم أسمع عن أي دولة حظرت تداول علاج الريكي.

وفي دول الخليج هناك مراكز لتدريب وعلاج الريقي، ثمة أقبال كبير على العلاج بالريكي وعلى التعلم أيضاً، وذلك للنتائج الصحية التي تحقق منها المرضى بشكل عملي من خلال جلسات العلاج، كما أن هناك القانون الخاص بالعلاجات البديلة/الطب التكميلي الذي سيصدر قريباً، والذي سوف يسهم في تنظيم العلاج بالريكي وزيادة الوعي بأهميته، فالمرء عدو ما يجهل.

13- هل يساعدنا الريكي في التخلص من الطاقات السلبية الموجودة في الافكار والمشاعر والعادات الخاطئة؟

– أن استضافة القلب لطاقات سلبية كالحسد والحقد والغيرة تسهم في تدمير صحة الإنسان، وان “الإيجور Ego” الأنا هو مصدر العذاب للإنساني، الريقي يعمل على تنقية الإنسان والسمو به، عبر العودة به لطبيعته الأصلية. طبيعته المحبة للسلام.

كما اشارت الى ان الريكي يعيد تنظيم عاداتنا الني تشوهت بفعل الحياة الاستهلاكية، منها العادات الغذائية، كلما كان الأكل نقيا ونظيفا كلما أعطانا طاقة إيجابية. علينا أن نأخذ كفايتنا من الأكل وليس كما يحصل اليوم، عندما أصبح الأكل لأجل التسلية والمتعة.

كان آبائنا وأجدانا يأكلون أكلا نقيا، ونظيفا، لم يعرفوا جشع التخزين والتجميد للأغذية، واستهلاك المعلبات، وأكل تلك السموم المتمثلة بالمواد الصبغية والكيماوية والغازية، فكانوا يشترون الغذاء الطازج من السوق ويطبخونها بأنفسهم في المنزل.

أن تدمير القيم الاستهلاكية لم تقف عن حد الشراهة في الأكل والتبضع بل طالت مشاعرنا، فتحول الحب الغير مشروط الى حب مصالح وتملك وتحكم بالآخر، مما ادى الى انتشار المشاعر السلبية كالغيرة وعدم الثقة والخوف والقلق والتوتر العاطفي الدائم، المسببات الاساسية لتخريب العائلة وتدمير الاسرة، وأصبح الزوج يريد ان يتحكم في زوجته، والزوجة تريد ان تراقب زوجها كل الوقت وتتحكم به، لأن مشاعر الغضب، والحسد، والغيرة موجودة بينهما، حياتنا بعيدة عن التوكل على الله خالية من الرضا، حل محلها طاقة القلق. القلق على كل شيء، نخاف كثيرا من المستقبل، ولا ننسى الماضي، وغير قادرين على التسامح، نفسد نعمة الحاضر ولا نستمتع بها فلا نستمتع بما وهبنا الله في لحظتنا الحالية. غير قادرين على الغفران والعفو عن الأشخاص اللذين أساءت لنا في الماضي، وغير قادرين على التخلص من الشعور بالذنب على أخطاء ارتكبناها في الماضي.

الريكي يركز ويؤكد على عيش اللحظة الحالية، التي لا نملك غيرها، فلا الماضي سيعود، ولا نملك المستقبل. للأسف أن الإنسان لا يدرك هذه النعمة الكبيرة التي انعم الله بها عليه. ومن هنا ترى أمامك أناسا كثر لا يعرفون طعم السعادة تجدهم دائما قلقين مهمومين، على أشياء لا يستطيعون إزائها فعل شيء أو تغيرها.