أكتب لا لأكتشف الألم.. لكن لأعرف مداه


الشاعر: محمد الحلواجي

جريدة الأيام 28 مارس 1999

 

لكي تقرأ شعر” فوزية السندي” عليك أن تتمتع بموهبة إيواء أدوات شعرية في داخلك لكي تسعفك في ورطة المعنى، كلما عاودت القراءة في فعل يشبه الكتابة، ولكي تقرأ شعرها عليك أيضا أن تذهب إليه بريئاَ من سطوة الشاعر الكامن في داخلك – نادراً- كي تنجو في آن معاً- من فعل الانسياق الأعمى خلف لغتها بعيون مفتوحة حتى أقصاها والحرص كل الحرص على عدم الزلل – خلال القراءة- إلى هاوية تأسيس كتابة أخرى أو – ثانية- كون فعل القراءة يشبه الكتابة، أهي أحجية إذن؟

ماذا يعني أن أقول كي تقرأ شعرها عليك الاستنجاد بأدوات الشاعر من جهة وطرده من جهة أخرى؟!

ما أعنيه، هو أن تترك لنفسك حرية القراءة.. حرية التأمل.. حرية التلمس الجمالي كلما باغتتك صورة شعرية أو تركيب لغوي على قدر آسر من الجمال أو استعصاء المخيلة والتركيب.. في قراءة كهذه.. عليك أن تستمتع بالألم والأمل.. بالحروف ذاتها من أجل المتعة لذاتها دون أي شيء آخر.. تلك المتعة التي لا تتحقق إلا بمعاينة الأشياء الأخرى والغور فيها.. وإذن مازال الكلام محيراً وملغزاً..

لهذا ارتأيت محاورة الشاعرة ” فوزية السندي” محاولاً النفاذ إلى “ملاذ الروح” كتابها الآخر أو الأخير عبر نصها الشعري المندرج في خاتمة الكتاب ذاته والموسوم ب “فيما أحسه أو أحسبه الشعر” ذلك النص الملتبس بجمالياته كونه ولوجاً للشعر بأدواته الملتبسة لا بأدوات النقد الذي يقترح منهجاً صارماً أو واضحاً أو غير مشوب بالتناقض الذي يقترحه أو يعلي من شأنه الخطاب الإبداعي بخيلائه الواثق.. هذه فاتحة للحوار عبر هذا النص الشعري كما أسلفت وعبر أشياء أخرى يقترحها السياق الخاص بالحديث:

 

1– ” ما أحسه أو أحسبه الشعر” محاولة للفصل في القول الشعري، تدخلين فيها بالتصريح أن الشعر” حمى، بلاغ غامض، تهويدة تغتال ذاكرة مشحونة أكثر مما ينبغي، انزياح كلي عن غفلة الجسد، ترويح للحواس، مجاهدة للنفس، طاقة للخوف، نهي مبجل عن أي شيء آخر، ” هل في هذا إشارة إلى عدم الاتساق مع المحيط أو العالم.. بمعنى النظر إلى الكتابة كونها مرضاً يطلب الحياة وعيشها بأسباب الخلل من وجهة نظر الشاعر.. أو وجهة النظر الجمعية في محيطه الحياتي؟

– في هذا النص بالتحديد ثمة إلتفات لهاجس أو معترك ظل يطاردني طويلاً في ليل الشعر، في كل كتابة تنتابني رغبة في مشافهة هذا السحر، يغشاني نزوع ملح نحو الكتابة عن الشعر كذات بدت تتخلق وتندغم بذاتي منذ وقت طويل، كحلم حنون صار يوقظ الظلمة رأفة بي، لذا كنت أتوق لمحاورته، التماس معه، المجاهدة من أجل مقاربته، معرفته بشكل أسمى وملاغاته بحميمية الحياة ذاتها. هكذا بدأت الكتابة عنه ولم أنته بعد. أما بالنسبة لعدم “الاتساق” حسب تعبيرك بين الشاعر والعالم، فهذه المعضلة لا تمس الشعر وحده، ولكنها تعبر عن إشكالية عقابية يحياها المبدع، تحديداً حسب اتصاله ببراثن تدعي الحياة.. وهنا لا بد من تحديد طبيعة هذا الاتصال، هناك من يمارس الفعل “الإبداعي” بانسجام تام مع متطلبات وشروط الراهن لكونه مرتهن أساساً لغاية تمارسها التجربة “الفنية” لديه وهذا خارج حديثنا، ولكن من يكتب لتأسيس حساسية تؤصل حالة الصدق الإبداعي بمعناه البدئي لا الأخلاقي، لا بد أن يتعرض لمثل هذا الاصطدام والتناقض المبرم سلفاً، منذ إنسان الكهف الأول الذي بدأ الحفر على الصخر ليبلغ العالم وحشته، ليحتمل الحياة ضد ضواريه، تعارض تام بينه و بين جسد يتوصى برهافة الهواء ولا يرض عما يراه من دم يبالغ في نفضة الأعضاء، لا بد من عدم الاتساق والانسجام بين المبدع وكارثية العالم، هذا التضاد بيني والعالم يمثل المسعى الوحيد أمام هذه القدم، والمبرر الأقل قتلاً للخروج على هذا العالم، الاحتماء بحياة أخرى أقل إيلاماً وأقسى أملاً، يشكل مشهدها البهي حرية التجربة الشعرية، وذلك لمواجهة الخلل المتمثل في عالم عنيف لا يكف عن هوى التدمير وجناية الكبح لحياة لا يرضاها المبدع لروحه وجسده في آن.

 

2– ترين الشعر “المكتوب” أيضاً كونه “عار من القبيلة، كالهواء حر لا مرد له، مارق إلى أبعد صعلوك، متهتك كما الرغبات” ما لذي يرمي إليه فيضان الحرية هذا؟ ألم يخطر في هواجسك مثل هذا السؤال؟ أعني ما غاية الكتابة في صورها جميعاً.. البعيدة والقريبة والآنية الراهنة؟

– قسوة الاخرين تبدو يشكل صارخ في منازعة المبدع من جهة والفعل الإبداعي من جهة أخرى على حرية الأقاصي هذه، وهنا يتجلى الرهان العاصف، رهان الكتابة على حافة النفي – كلاماً أو قتلاً لا يهم – لذا قبل الورقة تأتي شهقة الهواء الحر، قبل الكلمة الأولى تصل رفة الجناح، لنرى الجسد يستحيل شرفة تتسع وجمر النظر عصف يتصاعد، لا مكان لحديد قيد الآخر، لا وقت لاستلاب النفس أو عسف يصل العظم، وحده الشعر هواء الروح.. هكذا تفيض الحرية.. مبتغاي آن الكتابة، كما لا أعرف، أكتب دون إلتفات لحد هنا أو هناك.. لذا أرمي دوماً لبلوغ هذا الفيض وأبالغ في إنهدار مداه..

صعب هو الحديث حول غاية للكتابة، لكونها معنى كل شيء وتطال كل شيء ولهاذا لا تعرف من البدء غير المنتهى.. ما لا تراه.

 

3– حسبك أنت كيف يمكن للكتابة أن تكون “غرقاً لا يليه الموت وملاذاً للروح” في الحين ذاته؟

– يمكن ذلك عندما يأتي الشعر، وأراني أعتاد ذلك الغرق البطيء الذي يمهل الموت ليتأخر موجة أخرى لئلا أفقد متعة الغياب في زرقة أعماق لا تصل طراوة القاع ولا تشرف على يباس الرمل، يمكن أن يحدث ذلك أو أكثر من ذلك.. في حضور مغامرة الحروف التي لا ترجو منك غير الانسياب المبجل واللاحذر أمام سطوة المخيلة، وأيضاً تستحيل الكتابة ملاذاً للروح حين تحتدم وحيداً إلا منك وكل هذا الليل.. ماذا تفعل وجمراتك تكاد أن تذبل والعصف يشتد.. غير الإلتياذ بحضن رحيم كالكتابة مثلاً.. من سواها توأم الأم.

في هذا النص الكثير من المفارقات ليس أولها مفارقة الموت والحياة ولكنها حالة تستدعيها طبيعة التضاد في اعتمال مشافهة التجربة الشعرية ولا محل هنا للمنطق ولا صلة للتفسير.

 

4– في المحاولة ذاتها تقولين عن الشعر – والقول هنا مجتزأ- أنه: “فروغ الروح، حالة تختبر ما يختل من موازيين العقل، حلول نوراني يبعث للأصابع دهشتها الأخرى، كلمات مصابة بالخبل” أليس ممكناً أن تستقيم الكتابة دون استعداء الألم واستدعاء القسوة على الذات بهذه الصورة؟

وهل هو قدر على الذات الشاعرة أن تظل أسيرة لهذا الاختبار لإختلال موازيين العقل من أجل اكتشاف الدهشة الأخرى للأصابع أو بالأحرى “الفعل الإنساني” كما يبدو من ايحاءات السياق وتعطف المعنى الموارى في الخطاب السابق؟

– قبل الموت، في كلمات راعشة تكتب الشاعرة الأمريكية “إميلي ديكنسون“:

“فخورة أنا بقلبي الكسير. طالما أنني لم أكسره ” وهذا يستوفي موضوعة “استعداء الألم، القسوة على الذات” التي كثيراً ما تطال الحديث النقدي عندما يتم تأويل كتابة الشاعرة بكونها مازوشية أو تستجدي الألم أو تسعى لجلد الذات الشاعرة.

لا مفر من أن تحقق الشعر ضمن النص هو الوحيد القادر على تحديد طبيعة هذا الأيلام، دائما أكتب لا لأكتشف الألم ولكن لأعرف مداه، وهذا المدى يكشف مدى حساسية صلتي بالحياة التي تبالغ كثيراً في ضراوة عنفها اليومي، وأمام الشعر بالذات من الصعب تصوير ما يحدث من مشاهد شعرية على انها “استدعاء للألم” لكون المشاعر لحظتها تحتدم بمنأى عن الشاعر حيث يتحول من كائن مهدور إلى أصابع تتصاعد لتجسد ما ينهدر، لتبلغ العالم كم هذا الجسد وحيداً، عبر كلمات تكاد تلغي الماحول لتشعل الماوراء.

لتصاب الأصابع بدهشتها الأولى وإكتشاف مشاهد شعرية لم ترها من قبل، لا بد من حدوث إختلال عمقي في كل الموازين التي تعلمها العقل من قبل الآخرين، والبدء بمغامرة أكثر بدئية وشفافية بعيدة كل البعد عن قوانين ارتضاها الخلق الأول.

 

5– “كأنك” تلمحين بخجل إلى وظيفية غير مألوفة للكتابة كأن تكون “تعريفاً غريباً لقلة الصبر، سخرية القدر العاجز عن تفسير نواياه، امومة الموت، صبر الثواكل كل يوم يأتي دونه؟” هل تلمحين إلى الكتابة كونها عزاءً لمحنة أن ” يوجد المرء”؟

–لا أميل لتعبير “وظيفية للكتابة” تجاه تمثل لحالة شعرية أحسها تجسد حالات الشعر المتنافرة والمتسقة في آن، وكونها غير مألوفة، هذا ما كنت أسعى دوماً إليه وهذا ما تحقق لي.. وأنا ممتنة لذلك.

وجود الكائن وحيداً على هذا الكوكب الوحيد، محنة لا مرد لها، ولاعزاءً أيضاً، كما كتبت ذات وقت مضى: “لا عزاء لعزلة “

خلال كل الإحالات التي تعرضت لها في هذا النص لا أشعر أبداً بحلول الكتابة كعزاء، لم يرد هذا التعبير إطلاقاً، ذلك لرفض الذات لهذه التعزية التي تشي بالشفقة، والتي لا تعبر عن علاقة الشاعر بالشعر.. حرية بهذه الخطورة لا تبدو عزاءً بل حفاوة بالغة تجيزها موهبة كالهول مثلاً، كثيراً ما يبتعد الشعر – عن أي عزاء- لتألق خاص يعتريه، لذا نراه دوماً زعيم يقود كتائب الدم لحرب لا تهزم ولا تنتصر بل تتتالى هكذا.. جريمة موعودة بالغلبة.

 

6– قلت أيضاً أن الشعر هو في أحد وجوهه الكثيرة أنه “قدرة البكاء على نسج أمثولة له” و”جسر بين الكون وجسد الأخرس” وأنه “كل شيء”، “معنى اللامعنى” “فتوة اللغة” كيف يستقيم الخرس مع فتوة اللغة وكيف يستقيم معنى اللامعنى مع الأمثولة؟ هل تنزع كتابتك نحو إغواء الفلسفة؟

-الإغواء الوحيد الذي يستهويني هو الشعر لذاته التي تتسع لتحتويني كموجة منداحة لأفق بعيد، أما كيف يستوي أو يستقيم.. أتركها لمن يراها أو لا يراها كذلك، فالخرس هنا بمعناه الأقسى من الصمت، هو المحرض الشرس لينوع فتوة اللغة، عندما تعجز عن مشافهة الآخر لخلل في لغة التواصل معه.. خلقها شعور الغربة والغرابة العميق بداخلك.. دائماً تلجأ لك.. ورقة.. ورقة تسقط عنك.. هكذا أكتب ما تعجز عنه الشفاة، وهنا تبدأ اللغة الفتية في النهوض، يتخلق الجسر الوحيد بين الكون وجسد الأخرس، تعبير أن يكون الشعر “معنى اللامعنى”.. مجاز تعبيري لاستنفار تحدي حقيقي للشعر لقدرته على تحقيق هذا المستحيل وأيضاً تحدي قدرة البكاء على كتابة تماثله تماماً.. ما أصعب ذلك.. كيف لكلمات من وريد الحبر أن تتحدر على وجنة الورقة فيالتماع الحزن ذاته.. كأنها مطر الروح.

 

7– أيضاً قلت إن الشعر هو ” القاسي حين لا يصل، كاره المجد، صديق الدم، ما لا أنساه” هل يمكن للشعر أن يوجد في الظل بعيداً عن الكتابة “الموثقة” وهل لا جدوى الحياة دون الشعر.. احتمال قائم لديك وبضراوة؟

– أغلب وأجمل الشعر يكون بعيداً عما كتب منه، القليل هو الذي يصل الورقة.. لذا يظل الكاتب يكتب حتى الموت، لذا لا أبالغ حين أقول عنه: ” تراب القبر: من يواسي روحاً للهلكة ويضم جسداً للفزعة من بعده”، “خليلي في خلوة القبر”، أو كما يعترف “نيكوس كزانتزاكيس”: “سأموت وكتب كثيرة بداخلي” الشعر ينمو ويتشجر في الجسد ليرتشف من نافذة العين ما تراه من مشاهد، ليعيد التعرف عليها، ليعتري بها كتابة ربما تشبهه، فيما بعد آن الورقة أو فيما يحدث والشاعر جالساً في “شاعرية أحلام اليقظة” ذات مساء هالك، نراه ينحت الهواء بعينيه ليعلو زفير روحه في فضاء عزلته.

أما حول احتمال لا جدوى الحياة من دون الشعر كما يقترح السؤال، كأنك تسألني عن احتمال الحياة – كما نراها الآن بالتحديد – دون حياة أخرى لي – حنونة كحياة الشعر – وهذا ما لا يحتمل.. ليس السؤال فقط بل مجرد التفكير في الإجابة، كيف هو التخلي عن حرية السماء مقابل الرضوخ لرضة الأرض.

 

8– ترين أيضاً أن الشعر “دليل الكوابيس، مالا يحدث أحياناً، نفوذ اللامرئي وحصول المعارف، محيا الأمل، رقيق اليأس، حاشية الجرح، الجهل كله، مكان آخر، كتابة لا تشبه شيئاً، إغواء بطبعه، الخالي من التصانيف” تعريف كهذا يبدو كأجابة كاملة.. لا يمكن أن يبدو من خلفها سؤال، ومع ذلك أقول لك برتابة لا أكاد أحبها: لماذا يريد المرء أن يكتب دائماً، ألا ترين في ذلك ثمة معنى يشي بالعبودية للكتابة؟

-هناك تملك وأخذ يفعله الشعر بشكل مطلق، حضور طاغ، له كل الوقت داخل أو خارج متعة الكتابة، ما أحيا به.. فهو كالحب لا يتخلى عن رعدة الخفق أبداً.. ولي غريب يستحوذ على الذات ولا يقبل حتى شراكة الروح.. أمام نفوذ بديع كهذا، أشعر بنفور من تعبير “عبودية” مثلما أرى، العبودية تتصل بانهدام الصلة بين طرفي المذلة، ثمة سيد وعبد وسوط، أما هنا بين طرفي الحرية: ثمة جسد وشعر وصوت، هائل الفرق يلغي الحوار بينهما، بين العبودية والحرية.

 

9– كتابة المرأة العربية تصطدم بعوائق صعبة.. كيف ترين هذا المنحى في تجربتها؟

– راهن المرأة السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي متضافراً بأبعاد الموروث وصليل الردة اللاحضارية، سيادة الكبت واستعداء ذاكرة الفحول على الصعيد الإبداعي. كل هذا يستدعي مشاق لا آخر لها تصطدم بها كل الوقت، كل كتابة أو محاولة للتفلت من هكذا انحدار، وأعني هنا محاولات الخروج بتوقها الإبداعي وتنفيذ المنجز الذي يتحدى قديم القول أو جاهزية التعبير الآني، المشكلة تبدو أشد تعقيداً عندما يتم التعامل ليس مع كتابة المرأة والمنجز الإبداعي كذات مستقلة بل مع المرأة ذاتها بخصوصية تبعث على السأم لا اليأس وحده، بابتذال لا يغتفر نقدياً وحضارياً، الأدهى أن كل ذلك من قبل من يتسيدون منصة الفصل في القول، ممن يدعي الدفاع عن إبداع المرأة، كأن لا يكفيها كل هذا التهميش المبالغ به، مقاربة كتابتها عبر المقارنة النقدية الدائمة بكتابة النسوة من مثيلاتها فقط، دون التجرؤ على الحديث عنها بشكل متفرد أو على الأقل التعامل مع تجربتها بطريقة ـ للأسف – تخلو من كونها امرأة تكتب، وهذا يكفي في رأيهم لإدراجها ضمن خصوصية بائسة حسبما أرى في أغلب الكتابات – ومنها بقلم كاتبات -التي تتصدى لكتابة المرأة وتنساق لمصطلحات مفرطة بمجانيتها من أنوثة الكتابة وجنسانية إبداع المرأة ،،الخ من التوريات التي لا تكرس سوى عزل هذا الإبداع عن مثيله المتحقق لدى الرجل، التحدي قائم ولم تزل تجارب عديدة تتباهى بقدرتها على قراءة ما يكتب عنها آن الحياة ولا تنسى كل ذلك الألم حين الكتابة