أول الشعر فراشة عليمة بحال اللون


صديقة أبهرتني بكتاب صغير لكلام لم أعهده

لم يكن متراصفا ليحكي

ولا معلنا ليهدي

ولا كثيرا لأمل منه، كان نادرا ما يوصف

امسكته بيقين طفلة أنه الحب

انتظرته طيلة أمي وهي ترضعني روحها

لما ابتعدت عنها

توعدت روحي بما يشبه الحليب سيقترب مني

انه الآتي

فعلا، كان ناصعا، لذيذا، حبيبا، مترفا، جشعا، طريا

كقلبي

لذا أحببته

مذ رأيته

 

اخبرتني صديقتي انه الشعر وهو للثورة ضد الظلم ولتغيير العالم

وللفقراء والعمال والأطفال الجوعى وللعشاق أحيانا حين ينكسر القلب

أخذت الكتاب منها وانزويت

الانزواء حيلتي المفضلة لمراوغة الفراغ

شبرا، شبرا اتهجاه حتى أصول

وأبدو كمن تترجى الحروف

 

فعلا كان شعرا

ليس للحرب كما انخدعت به

بل للحب كما تهت به

صدقته، لثقتي بمن حولي لا بي

ليس لصغر حجمي بل لبداهة عقلي

بالرغم من نصح مخيلتي

لم آبه بي

 

دموعي

تتعثر الآن على وجنتي

وأنا اتذكر ذلك العنف المؤسس ضدي

 

 

غفرت لكل حرف داهمني

سامحت كل كتابة اغوتني

لأني من داهمني واغواني

 

عرفت الشعر

عندما بدا يجثو على بياض جديد اشتريته

كان لامعا بصهد معرفتي الأولية

يطالعني وأنا أكتبه وأطالعه يطالعني

كنا نترفق بهوانا

جديدين معنا نرتقي الحصوات الصغيرة

نتعثر ونترشرش بالماء على تعابيرنا المنذهلة من خفتنا

كثيرا ما استرقنا النظر لملاعب الآخرين وهي تتأهب

كنا معا قرب نهر العمر نشهر أنخابنا الخفية

أحببته وصارحني بحبره

بلا خبرة ولا مشقة

اعتدت أن أراه كالهواء الجائل بجسدي

 

هل أقول لم أحببته أم لم واكبته

كممر أداخني في جواه

 

عرفت الحب فيما بعد القلب، لم يكن كمثله

ونادمت الفقد أيضا، لم يصر بي ما صايرته

كان الشعر بمهابة القليل النادر الذي يعتريني

وانا اجايله

 

الطفلة غامت بالشعر

أراها الآن والأوراق

كفراشة عليمة بحال اللون

تطفو